
يستعرض هذا المقال الدور الريادي للشباب السعودي في صناعة التنمية الوطنية والمجتمعية، واستثمار طاقاتهم في الإبداع والابتكار ضمن مستهدفات رؤية 2030. كما يدعو إلى بناء...
للشباب دور حيوي وفعّال في التنمية المجتمعية والبناء الوطني والإنساني على كافة الصعد الاجتماعية والتربوية والاقتصادية والثقافية والاعلامية…، وذلك من خلال تفاعلهم وتعايشهم الطوعي مع القضايا والتحديات والأحداث الاجتماعية المحلية والإنسانية على حدٍ سواء. ويتمثل هذا التفاعل بالسعي للمشاركة والمساهمة في تشكيل وصناعة المستقبل الاجتماعي الوطني المأمول أولاً والعالمي ثانيًا بأقصى درجات الايجابية والالتزام القيمي والأخلاقي للقيام بدورهم في التنمية المستدامة التي تستثمر الطاقات والموجودات الوطنية وتحافظ على استدامتها بكفاءة وفاعلية لكافة الأجيال.
يظهر جليًا أن القوة الشبابية والفتية في المجتمع السعودي الذين تقل أعمارهم عن 35 سنة تشكل ما يزيد عن ثلاث أرباع المجتمع السعودي وبما نسبته (78.2%)، وتنقسم هذه القوة إلى قسمين، الأول: فئة الشباب الذين تتراوح أعمارهم من (15-39) سنة وبواقع (44.1%)، والقسم الثاني: فئة الفتوة الذين تقل اعمارهم عن 15 سنة وبواقع (34.1%)[1]. وبنظرة تحليلية تظهر أهمية فئة الشباب والفتوة لمواكبة النقلة الكمية والنوعية للواقع الاجتماعي السعودي في ظل التطورات الوطنية والعالمية والتكنولوجية المتسارعة، لما لهذه الفئة من دور منتظر ومأمول في البناء والتطوير والإبداع والابتكار والريادة الوطنية والعالمية في ضوء التنافسية الاستراتيجية الكونية.
تزامن مع قيادة التغيير الاستراتيجي نحو العالمية وتحديث البنية التحتية التكنولوجية والالكترونية والتطور الكمي والنوعي في التعليم العام والعالي، تطور الخدمات والتسهيلات الاجتماعية للشباب من خلال المؤسسات المجتمعية السعودية، التي عملت على قيادة التغيير المجتمعي نحو الأفضل. حيث قارب عدد مؤسسات المجتمع غير الربحية (4.514) مؤسسة عاملة[2]. ومن أبرز مؤسسات المجتمع الفاعلة في خدمة الشباب وإدارة التطوع نحو تحقيق رؤية المملكة 2030، مؤسسة محمد بن سلمان “مسك”. التي قدمت فقط في عام 2024 أكثر من مليون وست مائة ساعة تدريبية، واستفاد من خدماتها أكثر من نصف مليون شخص، وأقامت (1786) ورشة عمل متخصصة[3]… وغيرها من الانجازات الكبيرة في خدمة المجتمع والشباب. ضمن عشرات المبادرات النوعية الرائدة، ومنها للذكر لا الحصر: منتدى مسك العالمي، ومسك الابتكار، ومسك القيم، وحكايا مسك، ومسك للأعلام،…[4].
ومن الجدير بالذكر أن (40.6%) من السعوديين يتطوعون حباً في مساعدة الآخرين، في حين يرى (28.7%) أن التطوع واجب وطني، بينما يرى (8.5%) فقط أن المشاركة في أعمال التطوع فرصة جيدة للتواصل، ويرى فقط (4.3%) بأن أعمال التطوع تساهم في تطوير المهارات[5]. واستنادًا على هذه النتائج الواقعية تتضح أسباب المشاركة الطوعية في المؤسسات والمبادرات المجتمعية، حيث تركزت أسباب الانخراط في العمل التطوعي في أربع اتجاهات رئيسة أكبرها اهتماماً “مساعدة الآخرين”، وأضعفها تركيزاً “التواصل” و”تطوير المهارات”، الأمر الذي يدعو العاملين مع الشباب إلى التركيز البالغ على الأسباب الأضعف لأهميتها في تحقيق تحقيق رؤية السعودية 2023، التي تركز على الشراكات الفاعلة وجودة التعليم الذي يتحقق بتطوير المهارات المتجسدة في النمو المعرفي والسلوكي والوجداني للشباب السعودي ضمن بيئة محفزة وجاذبة للإبداع والابتكار والريادة.
وعليه، تظهر أهمية استثمار طاقات وإمكانات فئة الشباب السعودي الكامنة خير استثمار في القيادة والريادة المجتمعية، القائمة على المشاركة الفاعلة في المبادرات والفعاليات والمناشط الوطنية والعالمية، من خلال تكامل جهود وأهداف مؤسسات المجتمع، بحيث يتم توجيه جميع مؤسسات المجتمع الوطني وتوحيدها لاعتماد خطة استراتيجية وطنية موجهة لتقسيم المبادرات والمشاريع ونطاقات العمل حسب الفئات العمرية للجنسين في مناطق المملكة الثلاث عشر وفق مبدأ العدل والمساواة وتكافؤ الفرص، على أن تُقَسِّم الخطة الاستراتيجية الأدوار بين المؤسسات وتصنفها حسب نوع الخدمة المقدمة، والفئة المستهدفة، والإطار الزمني للإنجاز، والهدف الرئيس المراد تحقيقه، والتشبيك والتكامل والتفاعل العضوي بين هذه المؤسسات، وصولاً لعمل خارطة وطنية لمشاركة الشباب وأثرهم المنشود في البناء المجتمعي المتوافقة مع خصوصية قضايا وتحديات كل فئة شبابية ومنطقتهم الجغرافية، مع خارطة زمنية لتَتَابُع وتراكم الإنجاز في المدى الزمني القريب للتخطيط الاستراتيجي، فالمدى المتوسط، لتحقيق المدى الاستراتيجي البعيد المتكامل مع رؤية السعودية 2030.
وعليه وجب على العاملين مع الشباب العمل تحت مظلة علمية منهجية لدراسة وتحليل واقع الشباب واحتياجاتهم دوريًا، ومتابعة المبادرات الشبابية واجراءاتها قبليًا وآنيًا وبعديًا، وقياس الأثر الحقيقي الواقعي لاستدامته وتعظيمه، الأمر الذي يدعوا العاملين مع الشباب إلى تطوير كفاياتهم ومهاراتهم المرتكزة على التفاؤل الاستراتيجي، وصولًا لفهم المراحل النمائية للشباب المتقاطعة مع مراحل المراهقة المبكرة والمتوسطة والمتأخرة، ثم تحديد متطلبات الشباب وتلمس احتياجاتهم بحكمة وروية، مما سيمكّن العاملين مع الشباب من تحضيرهم وتأهيلهم للمشاركة المستقبلية الفاعلة التي ستنعكس حتمًا على المشاركة والريادة في التنمية الوطنية والمجتمعية المستدامة المتوائمة مع متطلبات المستقبل الزاهر والمأمول.
وأخيرًا وليس آخرًا، تكاتف الجهود، واستثمار الموارد المادية وممكنات التحول الرقمي، واستثمار الموارد البشرية، وانتاج المعرفة ونقلها وتوطينها ضمن “هيئة وطنية مستقلة للشباب”، تعمل على توظيف وتوجيه ودعم طاقات الشباب، والتأثير بهم وتحفيزهم وتعزيزهم وصقل مهاراتهم، لتحضيرهم لقيادة المستقبل وصناعته، مطلب وطني عاجل لشباب سعودي يستحق الأفضل تحت رعاية قائد ملهم شاب، يرنو بشباب الوطن إلى العلياء ولا يقبل سوى الثريا مقرًا لهم، هذا هو قائد الشباب التحويلي الأول القدوة صاحب السمو الملكي محمد بن سلمان حفظه الله.
يستعرض هذا المقال الدور الريادي للشباب السعودي في صناعة التنمية الوطنية والمجتمعية، واستثمار طاقاتهم في الإبداع والابتكار ضمن مستهدفات رؤية 2030. كما يدعو إلى بناء...
لم تعد الشهرة حلمًا بعيد المنال، بل أصبحت واقعًا رقميًا متاحًا لكل من يمتلك جهازًا واتصالًا بالإنترنت. فقد غيّرت وسائل التواصل الاجتماعي ملامح الطموح لدى...
من أهم مهمّات (الأسرة) أن تكون على مستوىً من الألفة والاجتماع والتحصن والقوة، ما يسهم في صناعة الجيل وتأهيله لإعمار الأرض على الوجه الذي أمر...